على الرغم من إعلان الصين لزعماء العالم عن رغبتها في إنشاء نظام عملات احتياط عالمي أفضل وأكثر استقرارا, يقول محللون إن بكين ليست متعجلة في تقويض سيادة الدولار في ضوء امتلاكها لأصول هائلة مقومة بالعملة الأميركية.
وقد خلت البيانات الرسمية لقمة مجموعة الثماني وكبرى الاقتصادات الصاعدة في مدينة لاكويلا الإيطالية من أي ذكر للمسألة التي أعلنتها الصين, وبحسب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وعدد من المسؤولين فإن الزعماء لم يجروا مناقشات فعلية بشأن القضية.
موافقة فرنسية
ساركوزي يرى ضرورة إيجاد نظام اقتصادي نقدي متعدد (الفرنسية-أرشيف)
ورغم ذلك انتهز الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الفرصة للإعلان من موقف مماثل لموقف الصين بأن النظام الاقتصادي العالمي قد تغير مما يستوجب تعديل النظام النقدي بعد عقود ظل الدولار خلالها المرجع الوحيد على المستوى العالمي.
وقال ساركوزي -الذي أعلن من قبل استياءه بشأن قوة اليورو الأمر الذي يفرض صعوبات إضافية على المصدرين الفرنسيين- إنه يجب أن نسأل أنفسنا ألا يجب أن يتوافق النظام السياسي العالمي المتعدد الأقطاب مع نظام اقتصادي نقدي متعدد.
وقال مستشار الدولة الصيني داي بنجو خلال القمة "ينبغي أن نؤسس نظاما أفضل لإصدار وتنظيم عملات الاحتياطي كي نحافظ على استقرار نسبي لأسعار صرف عملات الاحتياط الرئيسية وكي ننهض بنظام عملات احتياط عالمي رشيد ومتنوع".
ولا يرى محللو العملات في ذلك، ما يشير إلى أن الصين تتعجل إحداث تغيير فعملة الصين غير قابلة للتحويل بحرية، كما أن البلاد تعمل ببطء على التوصل لاتفاقات من أجل تسهيل استخدام اليوان في التسويات التجارية.
على المدى البعيد
"
يشكل الدولار نحو 70% من احتياطيات النقد الأجنبي الصينية البالغة 1.95 تريليون دولار ومعظمها في هيئة سندات خزانة أميركية
"
وقال سايمون ديريك محلل العملات لدى بنك أوف نيويورك ميلون إن حرص الصين على التحول بعيدا عن هيمنة الدولار ربما يكون على مدى عشر سنوات لكن ليس الآن.
وأضاف ديريك أن المشكلة الحالية بالنسبة للصين هي انخفاض الدولار الذي يؤثر تأثيرا بالغا على احتياطياتهم, مؤكدا أن ملاحظات داي تشير إلى الحاجة إلى إحداث استقرار في أسعار صرف عملات الاحتياطي الرئيسية.
ويعتقد مصرفيون أن الدولار يشكل نحو 70% من احتياطيات النقد الأجنبي الصينية البالغة 1.95 تريليون دولار معظمها في هيئة سندات خزانة أميركية.
ويرى آدم كول محلل أسواق الصرف الأجنبي لدى رويال بنك أوف كندا في مذكرة بحثية أن تنويع عملات الاحتياطي ظاهرة تمتد لعقود وقد تستغرق عقودا أخرى قبل ظهور أي بديل موثوق به.