نشرت الصين مزيدا من القوات في إقليم شنغيانغ ذي الأغلبية المسلمة من عرقية الإيغور، وأعلنت ارتفاع عدد قتلى أعمال العنف العرقية التي شهدها الإقليم إلى 184 قتيلا, ونحو ألف جريح, في حين أعلنت تركيا عن أقوى المواقف الإسلامية حتى الآن حينما وصفت الأحداث هناك بأنها إبادة جماعية.
واتخذت السلطات الأمنية الصينية إجراءات إضافية لإحكام السيطرة على الموقف في الإقليم، بعد أخطر أحداث عرقية منذ ستين عاما، حيث نشرت المزيد من القوات وأغلقت العديد من الطرق التي تؤدي إلى أحياء يتركز بها مسلمون من أصول تركية.
وقالت السلطات الصينية إن 137 من قتلى الأحداث الأخيرة هم من الصينيين الهان الذين يشكلون غالبية سكان البلاد.
كما استمر إغلاق المتاجر, ووزعت السلطات بيانات تدعو إلى معارضة الناشطة ربيعة قدير سيدة الأعمال التي تعيش في منفاها بالولايات المتحدة وتتهم من جانب بكين بالتسبب في إشعال الاضطرابات الأخيرة. وقد نفت ربيعة قدير تلك الاتهامات.
وفي مقابلة مع أسوشيتد برس قالت قدير إن السلطات الصينية قللت من عدد قتلى الإيغور خلال الاضطرابات الأخيرة.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا شكك في الإحصاء الرسمي الصيني لعدد الضحايا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصور التي نشرتها السلطات الصينية للقتلى تركز على عرقية الهان, مع إبراز مظاهر متعددة لما تقول السلطات إنه اعتداءات من جانب الإيغور.
ونقلت الصحيفة عن مواطن صيني قوله "عندما أرى تلك الصور سأقتل كل من يقابلني من الإيغور إذا أعطيتني مسدسا".
الموقف التركي
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد وصف ما حدث بأنه إبادة جماعية, ودعا السلطات إلى التدخل لمنع سقوط مزيد من القتلى.
وتحدث أردوغان عن "مشكلة" في تفهم موقف الحكومة الصينية, قائلا إنها تقف موقف المتفرج. وأضاف "على الإدارة الصينية التي تتحسن علاقاتنا بها بشكل مستمر أن تظهر قدرا من الحساسية".
السلطات الأمنية تحركت لإحكام سيطرتها على الموقف (الأوروبية)
كما دعا وزير الصناعة التركي الأتراك إلى مقاطعة البضائع الصينية, لكن متحدثا تركيا قال في وقت لاحق إن تلك الدعوة تمثل رأيا شخصيا للوزير.
يشار إلى أن الرئيس التركي عبد الله غل زار الصين الشهر الماضي, ليكون أول رئيس تركي يزور الصين منذ 15 عاما, حيث وقع اتفاقات تجارية بنحو 1.5 مليار دولار, طبقا لوسائل إعلام تركية.
يذكر أيضا أن تركيا لها علاقات دينية ولغوية مع الإيغور, حيث يعتبر المواطنون الأتراك إقليم شنغيانغ الحدود الشرقية للعرق التركماني, ويعيش الآلاف من المهاجرين الإيغور في تركيا.
وقد أعلنت تركيا أمس أنها ستمنح تأشيرة دخول لزعيمة الإيغور ربيعة قدير التي قالت مؤخرا إن أنقرة رفضت مرتين منحها تأشيرة دخول.
في هذه الأثناء تظاهر المئات من الأتراك, بعد أداء صلاة الغائب على الضحايا, وأحرقوا الأعلام الصينية في كل من أنقرة وإسطنبول.